** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.
ينشغل العالم بأكمله هذه الأيام بما يسمى بجنون سوق الانتقالات للاعبي كرة القدم (الميركاتو), ولعل الكثيرين لا يعلمون كيفية نشأة وتطور هذا السوق. فالميركاتو ليس كأي سوق, هو سوقٌ يحكمه قانون الغاب, لا يعترف بالمنطق, والبقاء للأقوى!
ظهرت فكرة انتقال اللاعبين لأول مرة في إنجلترا عام 1893, عندما انتقل جاك ساوثورث مهاجم فريق بلاكبيرن روفرز الى صفوف فريق إيفرتون مقابل 400 جنيه استرليني, ليسجل الإنجليز أول عملية انتقال كروي في التاريخ. انتقل جاك انتقالاً حراً دون أن تقيده أية ارتباطات أو محددات ولم يستطع فريق بلاكبيرن حينها إبقاء اللاعب في صفوفه.
انتقال ساوثورث جعل الاتحاد الإنجليزي ومن ثم الإتحاد الدولي يفكر ملياً بفكرة التحكم باللاعبين المحترفين عن طريق تسجيلهم بكشوفات الإتحاد, وعدم السماح لهم بالانتقال إلى ناد آخر إلا بعد موافقة ناديه الذي يلعب فيه, لكن لم تلتفت هذه الاتحادات إلى مسألة العقود المؤقتة.
استمر هذا النظام حتى عام 1990, عندما أراد اللاعب البلجيكي الشهير مارك بوسمان الانتقال من فريقه رويال كلوب دي ليغ البلجيكي إلى فريق دنكرك الفرنسي, ولكن الفريق البلجيكي رفض التخلي عن اللاعب, ووضعه على دكة الاحتياط لموسم كامل مع تخفيض في أجره الشهري.
بوسمان لم يستسلم, فتوجه بقضيته إلى المحكمة الدولية للاعبي كرة القدم, وأصدرت المحكمة قرارها النهائي عام 1995 بالسماح للاعبين بالانتقال الحر عند انتهاء عقودهم مع أنديتهم, وهو ما شكل ثورةً في عالم المستديرة, وأطلق على هذا القانون "قانون بوسمان".
في عام 1995 افتتح اللاعب الهولندي ايدغار ديفيدز سجل كبار اللاعبين المستفيدين من قانون بوسمان عندما انتقل من فريق أياكس إلى اي سي ميلان , ثم تلاه انتقال اللاعب الإنجليزي ستيف ماكمانامان عام 1999 من فريق ليفربول إلى ريال مدريد, ليعلن ديفيدز وماكمانامان ثورةً في أسعار اللاعبين وأجورهم!
حديثاً, ارتبطت صفقات الانتقال بأرقام الخيال والجنون, فأصبحت الملايين هي عنوان هذه الانتقالات, ففي كل عام ترتفع نسبة تقبل الجماهير والأوساط الكروية للأرقام الخيالية التي يتم دفعها مقابل انتقال اللاعبين. وعند الحديث عن الأرقام الخيالية, لا بد من ذكر فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد الذي كان له دورٌ كبيرٌ في رفع أسعار اللاعبين في العالم بعد عاصفة الشراء التي قام بها بين عامي 2000-2002 عندما استقطب أكثر من نجم بأسعار مرتفعة وسمي الريال آنذاك بفريق الجواهر!
فضلاً عن ذلك, أصبحت الشركات الدعائية والرياضية تدخل في حسابات الصفقات كداعم للاعب الذي يريد الانتقال, وهذا أدى إلى ظهور معالم المنافسة الكبيرة بين هذه الشركات وتورط الأندية بقضايا التلاعب الخفي بأسعار اللاعبين بالتعاون مع الشركات الداعمة, تماماً كما حدث مع البرسا ونيمار. ولأن الشيء بالشيء يذكر, نورد هنا أعلى الصفقات في التاريخ والتي شكلت فارقاً كبيراً على مستوى السعر السوقي للاعبين, وأسهمت في تغيير تاريخ أندية ولاعبين:
غاريث بيل
لأن ريال مدريد يعشق البقاء في الواجهة, فإن النادي الإسباني استقدم النجم الويلزي غاريث بيل عام 2013 من توتنهام الإنجليزي بسعر خيالي قدر بستة وثمانين مليون جنيه استرليني لتكون الأعلى في تاريخ الميركاتو. وأجمعت الأوساط الرياضية أن لهذه الصفقة دوراً في جذب الربح الإعلامي أكثر من أي شيء آخر.
كريستيانو رونالدو
انتقل البرتغالي رونالدو من مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد عام 2009 بسعر قارب الثمانين مليون جنيه استرليني, ليسجل ثاني أعلى صفقة انتقال في التاريخ.
لويس سواريز
نجم الأوروغواي ولاعب ليفربول سابقاً سجل رقماً قياسياً عام 2014 بانتقاله إلى صفوف برشلونة مقابل خمسة وسبعين مليون جنيه استرليني تقريباً.
نيمار دا سيلفا
انتقال الموهبة البرازيلية من فريق سانتوس البرازيلي إلى صفوف البرسا مقابل واحد وسبعين مليون جنيه استرليني عام 2014 شكل نقلة نوعية في أسعار اللاعبين الشباب في العالم. هذه الصفقة أسالت الكثير من الحبر وأجبرت المحكمة الرياضية على التحقيق في معطياتها بعد ظهور ملامح تلاعب خفي بين سانتوس والبرسا والشركات الداعمة.
وبشكل عام, وبعد موافقة اللاعب وناديه على شروط الانتقال لناد آخر, يخضع اللاعب لعملية فحص حتى يضمن الفريق المشتري حقوقه بضمان سلامة اللاعب المنتقل, وهو ما يسمى بالفحص الطبي. ولعل الكثيرين يتسألون, هل هو فحص شكلي, أم أن اللاعب قد يفشل فعلاً في اجتياز هذا الفحص؟ هنا نذكر أشهر الحالات للاعبين فشلوا في اجتياز الفحص الطبي وشكل فشلهم صدمةً على الصعيدين؛ الجماهيري والإعلامي.
رود فان نستلروي
في صيف عام 2000, وافق أيندهوفن الهولندي على انتقال لاعبه رود فان نستلوري إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي مقابل 18,5 مليون جنيه استرليني, ولكن اللاعب فشل في اجتياز الفحص الطبي بسبب مشاكل في الركبة. اللاعب الهولندي أجل انتقاله الى اليونايتد الى عام 2001 عندما نجح في اجتياز الفحص الطبي وتوقيع عقد لمدة خمس سنوات, فكانت هذه الحالة إحدى أهم حالات الفشل في الفحص الطبي.
جابريل ميليتو
في عام 2003, وافق فريق اندبنتينتي الأرجنتيني على انتقال لاعبه جابريل ميليتو إلى صفوف ريال مدريد. لكن سرعان ما تلاشت أحلام اللاعب الأرجنتيني بالانضمام لصفوف الفريق الملكي عندما فشل في اجتياز الفحص الطبي بسبب مشاكل في الركبة, وغير وجهته لينضم إلى فريق سرقسطة الإسباني, ثم التحق بصفوف البرسا عام 2007 ليصبح أحد أفضل المدافعين في أوروبا.
ليليان تورام
في عام 2008, وافق اللاعب الفرنسي ليليان تورام وإدارة الفريق برشلونة على انتقال اللاعب إلى باريس سان جيرمان الفرنسي انتقالاً حراً دون أي مقابل, ولكن اللاعب فشل في اجتياز الفحص الطبي بسبب مشاكل في القلب, وأعلن اعتزاله كرة القدم.
للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا
أقرأ أيضاً جميع أبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا
Related Links
Related Tags
اسلام المجالي, أخبار سوق الانتقالاتsource كرة قدم /article/creativeteam/72477/%D8%A8%D9%88%D8%B3%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA%D9%88-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AD%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A-%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8C-%D9%88%D8%A3%D8%B1%D9%82%D8%A7%D9%85
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire