jeudi 23 juillet 2015

مستعمرةٌ قلبيةٌ و أفيونٌ من نوعٍ آخر !

** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.

كرةُ القدم؛ شغفٌ غير مسبوقٍ و روعةٌ لا يمكنُ مضاهاتها, احتلّت قلوبَ كبارِ السنِّ قبلَ الأطفال, حكمتِ العالمَ دونَ سلاحٍ حتى أصبحت مستعمراتُ اللعبةِ في القلوبِ هي المستعمراتُ التي لا تغيبُ عنها الشّمس! كيف لا؟! و أنتَ لا تكادُ تجدُ مكاناً في العالمِ يخلو من عشّاقِها!  كلُّ ما سبقَ جعلَ نسبةً كبيرةً من المثقفين في العالم يُبدونَ تخوّفاً منها, و بعضَ نسّاكِ اللعبة يطلقون عليها اسمَ "أفيونِ الشعوب"!!

بعد أن كانت اللعبةُ محصورةً في الإنجليز حتى أنَّ الشعوبَ الأخرى كانت تسمّي ممارسيها بال "مجانين", انتقلَت لتكونَ ملاذَ الفقراء الأوّل ! متعتَهم التي لا تحتاجُ أكثرَ من كرةٍ "صوفيةٍ" ربّما لعيشوا شغفها !

انتشرت اللعبة و أصبحت نقطةَ التقاءِ المؤمنينَ بها وورعهُم الظاهرَ, و ريبةً أبداها كثيرٌ من مثقّفي العصرِ, لتشابه تعريفَ الأفيون, تجلّت تلك الريبةُ عندما سخِرَ (ريديارد كيبلينغ) من كرةِ القدمِ بقولِهِ "أرواحٌ صغيرةٌ يُمكنها أن ترتوي برؤيةِ حمقى يمارسون اللعبة" ! و ذاك خورخي بورخيس الذي ألقى محاضرةً عن الخلدِ في بيونيس أيريس في نفسِ اللحظةِ التي خاض بها منتخبُ الأرجنتينِ مباراته الافتتاحية بكأس العالم عام  1978, ولا أدري من الذي تخلّد في أذهانِ شعب الأرجنتين في ذلك اليوم ؟ أهو خورخي أم نجومُ منتخب التانغو ؟ 

لكن لننتظر لحظة ...

هل مخاوف المثقفين منطقيّةٌ؟ وما هي أسبابها ؟

نبعت مخاوفُهُم من كونِها شِعوذةً سيتبعها الشعوب, و أن أتباعَ اللعبةِ يُفكّرون بأقدامهم "على حد تعبيرهم"  مما يجعل الغريزة الحيوانيةَ تسيطرُ, و الجهلَ يسحقُ الثّقافة!

و أما اليساريّون فنبعَت مخاوِفُهُم من أنّ اللعبةَ ستحرِفُ أتباعها عن نشاطاتِهِمُ الثوريّةِ! وظنّ البعضُ أنّ انتشارَ اللعبةِ بصورة شعبيّةٍ في منطقة "ريو دي لابلاتا" كان مؤامرةً امبرياليّةً للإبقاءِ على الشعوبِ المقهورةِ في طورِ الطّفولة!

قد ينظر بعض كارهي اللعبة "على ندرتهم" إلى مخاوفِ المثقّفينَ بعينِ المنطقِ, و ربّما يُنزِلونها على بعضِ الأحداثِ ليعلِنوا فرحينَ صحّتَها !

لكنَّ الحقيقةَ مختلفة"على الأقل من وجهة نظرنا كعشاق لها", فمخاوفهم ليست إلا كيل مديح خفي للعبة, فقد علموا سلفاً أن هذه اللعبةَ ستوحّدُ الجماهيرَ, وما ظنُّهم بها أنّها ستحرف الجماهيرَ عن غاياتِهم الثورية إلا إقرارٌ منهم بأنها ستلغي الطبقيةَ و ستنشرُ عشقَها بين الشعوب, كانت ولا زالت الشيء الذي يجلس الكبيرُ و الصغيرُ ليشاهدَهُ دونَ ملل, الشيء الذي يهتف و يصرخ و يبكي لأجله مُختلفُ الأجناس و الألوان, يجمعهم حبُّ اللعبةِ, لا يفرِّقُ بينهم إلا مهارة من يشجعون!

فإن كان الجهل في نظر المثقفين في متابعة اللعبة, فإن الجهل في نظرنا هو ألا تحاول أن تعيش شغفها!   

 

للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا

أقرأ أيضاً جميع أبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا

 


Related Links


Related Tags

محمد باسل, أرقام قياسية في كرة القدم

source كرة قدم /article/creativeteam/75141/%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D9%85%D8%B1%D8%A9%D9%8C-%D9%82%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A9%D9%8C-%D9%88-%D8%A3%D9%81%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8C-%D9%85%D9%86-%D9%86%D9%88%D8%B9%D9%8D-%D8%A2%D8%AE%D8%B1

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire