** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.
كرة الفقراء .. كيف لا وهي التي انطلقت من الأحياء الھامشية الفقيرة فبكل بساطة يمكن ممارستها دون أية نقود, فقط يجب أن تملك الرغبة في اللعب, يمكن ان تمارسها في الحواري الضيقة, في الساحات, في المدارس, وعلى الشواطئ كما في أمريكا الجنوبية, فأنت تصنع ملعبك بحجرين يمثلان المرمى, وكرة قد تكون قماشية, الكثير من اللاعبين انطلقوا من هنا, شقوا طريقهم من وسط البؤس هذا البؤس هو الذي أكسبه البراعة في كرة القدم, وكثير منهم لا ينسَ من أين أتى ونراهم كثيراً في مباريات يُعاد ريعها لصالح الفقراء, حتى تحولت الكرة إلى صراع طبقي كما في الأرجنتين بين البوكا ممثل الطبقة الشعبية وريفر بليت ممثل الطبقة الأرستقراطية .
أستعرض في هذا التقرير بعضاً من اللاعبين الذين وجدوا في كرة القدم ملجأهم ووسيلة لكسب المال وتحقيق الشهرة بعد حياة الفقر التي عاشوها .
1- ليونيل ميسي : البرغوث الأرجنتيني الذي شقَ طريقه بصعوبة حيث أُصيب بمرض نقص هرمون النمو ولم تقوى العائلة الفقيرة على تحمل تكاليف علاج أبنها الباهظة, ليعرض الوالد موهبة أبنه على الفرق لعلها تساعده على العلاج إلى ان التقطه أحد كشافي برشلونة, وليقدم للعالم أحد أبرز اللاعبين الذين عرفتهم كرة القدم .
2- مارادونا : ولد الفتى المشاغب في إحدى ضواحي بيونس آيرس الفقيرة, وسكن في منزل صغير يقول مارادونا عن طفولته " أتذكر عندما كنت طفلاً يوم عاد والدي من العمل، وكان يومها لم يتقاض مالاً يكفي لإطعام ثمانية أفراد. كنا ننتظره بصمت، لأنه لم يكن لدينا طعام لنأكل، الناس لا يمكنهم أن يفهموا ذلك، وأعني بالخصوص أولئك الذين لم يتضوروا جوعًا يومًا ما، نحن لم نحتفل يومًا بعيد ميلاد لأحدنا، لأننا لا نملك المال لفعل ذلك، الأصدقاء والأقارب كانوا يمنحونك قبلة بمناسبة عيد ميلادك، وتلك القبلة كانت بمثابة أكبر هدية، فالفقراء لا يخذلونك ولا يتخلون عنك أبدًا" وكبر هذا الفتى المشاغب وأصبح فتىً ذهبي وقاد بلاده إلى المجد العالمي .
3- بيليه : أفضل لاعب في القرن الماضي - بالمناصفة مع مارادونا- ومن اللاعبين القلائل الذين دخلوا نادي الألف هدف, عانى كغيره من أبناء البرازيل من الفقر, حيث عمل بيليه ماسحاً للأحذية يجوب الشوارع بحثاً عن لقمة العيش, يقول بيليه: " كنا أنا و أخوتي نمشي حفاة القدمين، ولم نكن نلبس سوى الثياب المستعملة. وكان بيتنا الذي تتخلل الأمطار سقفه صغيراً جداً علينا كلنا. وأتذكر أنه لم يكن لدينا أحياناً أي دخل منتظم وكانت أمنا تعطينا أحياناً قطعة من الخبز والقليل من الموز كوجبة طعام". انضم لنادي سانتوس أقوى أندية البرازيل آنذاك وهو بعمر الـ 15 عاماً ولعب معه لـ 18 سنة من دون أن ينتقل إلى سواه، كإخلاص منه للفريق الذي منحه أهم فرصة في حياته، مع أنه تلقى عشرات العروض من الداخل والخارج ليخلد اسمه في السجل الذهبي لكرة القدم .
4-روبيرتو فيرمينو : ثاني أغلى لاعب في تاريخ نادي ليفربول, لكن اللاعب البرازيلي قبل ذلك عانى كثيرا من الفقر, فوالده كان بلا عمل وقال فارياس الذي تبنّى فيرمينو كرويا:" منحته المال لكي يسافر ويشارك في البطولات المقامة في ساو باولو، كنت اعلم انه يستحق هذا الجهد".
5-كارلوس باكا : "من صائد للسمك إلى صائد للألقاب" أبن الكافيتيروس أنطلق من حياة البؤس في والفقر عمل كمساعد حافلة ، وجامعٍ للتذاكر, وصياد للأسماك، بدأ مسيرته مع فريق أتلتيكو جونيور وبينما كان باكا يعمل على الحافلة في عام 2006، كان إشبيلية يحرز لقب كأس الإتحاد الأوروبي، وميلان يحرز لقب دوري الأبطال عام 2007ولينتقل باكا إلى النادي الأندلسي، بصفقة قُدرت بـ7 ملايين يورو، ويقوده العام الماضي لإحراز لقب الدوري الأوروبي, وينتقل العامل المثابر إلى الروسونيري مقابل 30 مليون يورو, ويثبت أن الشجاعة والعزيمة تصنعان الرجال والمعجزات، وتهزمان المستحيل.
6-ألبير كامو : الحائز على جائزة نوبل للأدب سابقاً كان قد مارس كرة القدم لمدة عامين في جامعة الجزائر, الملفت أنه اختار اللعب كحارس مرمى وذلك لأنه المكان الذي يكون فيه استهلاك الحذاء أقل, حيث جدته كانت توبخه إذا ما وجدت نعل الحذاء مهترياً,
انقطع بعد ذلك عن كرة القدم مرغماً بسبب الفقر والأمراض وقُيل انه كاد ان يصبح أهم حارس مرمى في وقته .
7- فرانك ريبيري : نشأ ريبيري في "بولون سور مير" ذات الأحياء الفقيرة، وفي العام الثاني من عمره، تعرض ريبيري لحادث مرور، فارتطمت رأس ريبيري بزجاج السيارة الأمامي مما أدى إلى ترك ندبات على وجهه رفض إجراء اي عملية تجميل لإزالتها بل أعتبرها محفزاً له, التحق بعدها بمدرسة نادي ليل الكروية, لكنه طُرد من تلك المدرسة بعد ثلاث سنوات لعدم التزامه بالنظام فيها، فعاد إلى بولون وانضم إلى النادي الثاني فيها، نادي يو إس بولون، غير أن النادي لم يعر اهتماما لطلبه رفع راتبه الشهري الذي لم يكن يتجاوز ما يعادل المائة والخمسين يورو وإثر ذلك اتجه ريبيري إلى مدينة آلي بجنوب فرنسا، وانضم إلى صفوف فريق ناديها؛ نادي أوليمبيك آلي، المشارك آنذاك في دوري الأقاليم. ولكنه غادره بسبب عجزه عن دفع مرتبات ومكافآت اللاعبين، ليضطر للعودة محبطا إلى بولون، والعمل كعامل بناء في نفس الشركة التي كان والده يعمل فيها, لكن اللاعب لم ييأس انضم بعد ذلك إلى نادي ستاد بريست في دوري الدرجة الثالثة, ولينطلق بعد ذلك خطوة خطوة إلى النجومية حتى الوصول إلى بايرن ميونخ وليجعل منه أحد أفضل لاعبي العالم .
8- أليكسيس سانشيز : النجم التشيلي الذي قاد منتخب بلاده للفوز بكوبا أمريكا مؤخراً كان قد عانى من طفولة قاسية, ولد في بلدة توكوبيلا الصحراوية, وتوفي والده عندما كان أليكسيس رضيع, لتتحمل الأم مسؤولية تربية أطفالها الأربعة, فعملت في صيد الأسماك, وبعدها عملت كعاملة نظافة في مدرسة أليكسيس، أما هو فقد عمل في تنظيف السيارات, بالإضافة إلى عمله في المركز الصناعي في توكوبيلا, لكن هذا لم يمنعه من ممارسة هوايته المفضلة, حيث شارك في إحدى البطولات المحلية ليتمكن من إحراز ثمانية أهداف في مباراة واحدة وبأحذية كان قد استعارها ولتكون المكافأة له إهدائه حذاء جديد, ثم لتلقطته عيون الكشافة و لينطلق إلى نادي أودينيزي الإيطالي, وصولاً به الحال إلى أرسنال مروراً ببرشلونة .
للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا
أقرأ أيضاً جميع أبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا
Related Links
Related Tags
رامي فرح, ميسي, أرماندو مارادونا, ألكسيس سانشيزsource كرة قدم /article/creativeteam/75156/%D9%83%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%85-%D9%83%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire