lundi 29 juin 2015

الرأسمالية وكرة القدم .. تطوير للعبة أم فقدان للمتعة

** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.

يومًا بعد يوم، تطغى الرأسمالية على جميع مظاهر الحياة، وتتوغل فيها، ولا تعد الرياضة استثناء في ذلك.. الأمر الذي يدفع للتساؤل "هل طورت الرأسمالية الرياضة عموما وكرة القدم بشكل خاص أم أفقدتها المتعة"؟

للإجابة عن التساؤل، يجب الإشارة إلى أن كرة القدم تطورت بالفعل بشكل كبير نتيجة مليارات الدولارات التي ضخت في المجال من الإعلانات وعقود الرعاية وعوائد بث المباريات خلال السنوات الأخيرة، فضلا عن أنها وفرت فرص عمل للملايين حول العالم، لكن في المقابل قلت المواهب عن ذي قبل، وفقدت اللعبة كثير من متعتها.. يكفي التذكير أن منتخب الماكينات الألمانية، فاز بكأس العالم الأخيرة، بعد أن أقصى منتخب البرازيل ( 7 – 1) في قبل النهائي، والأرجنتين (1- صفر)، في النهائي، والمنتخبان مهد المهارة الكروية!.

وفي عصر الرأسمالية، باتت نجومية اللاعبين صناعة أكثر منها موهبة؛ ديفيد بيكهام في الماضي، وجاريث بيل حاليًا، أبرز الأمثلة على ذلك؛ فالاثنان أخذا شهرة أكبر من اللازم، وساعدهما في ذلك الدعاية التي هي أبرز آليات الرأسمالية.

مع كثرة أعداد النجوم الصناعة، وتفوق البنيان الجسدي والتكتيك على المهارة، دفنت مواهب كروية في كثير من المناطق الفقيرة.. في القرى والحواري، أطفال مهرة بشكل غير عادي، لكنهم لم يأخذوا فرصة الظهور، لقلة إمكانيات أسرهم المالية، وعجزها عن إلحاقهم بالنوادي الرياضية.

وبفعل الرأسمالية، ازدادت الأندية الغنية غنى واستمرت في احتكار البطولات المحلية والقارية في حين عانت الأندية الفقيرة، واضطرتها الظروف المالية إلى الهبوط إلى الدرجات الدنيا، وآخر شاهد على ذلك ما حدث مع نادي بارما الإيطالي الذي هبط من الدوري الممتاز إلى دوري الهواة ( الدرجة الرابعة)، بعد إشهار إفلاسه.

ولنا أن نعلم أن آخر 4 نسخ من بطولة دوري أبطال أوروبا فازت بها أغنى الأندية في العالم، تلك التي تستحوذ على أكبر نسبة من الأموال في الكرة الأوروبية، (تشيلسي 2012 ، بايرن ميونخ 2013 ، ريال مدريد 2014 ، برشلونة 2015)، على الترتيب؛ رغم أن أندية صغيرة وفقيرة الآن، كانت تحصد لقب البطولة قبل توحش رأس المال، ( سيلتك الاسكتلندي، نال اللقب عام 1967، وتوتنجهام 1980، وأستون فيلا 1982 ).

لا شك أن المال لعب دورًا في تطوير الملاعب وسمح باستخدام ما يتاح من التقنيات الحديثة في اللعبة، إلا أنه ظلم موهوبين من الظهور على الساحة، كما أنه العامل الأكبر الذي يهدد المؤسسة المسئولة عن الكرة في العالم (الفيفا)؛ حيث واجه، ولا يزال يواجه مسئولي الاتحاد الدولي لكرة القدم اتهامات بالفساد المالي وتلقي رشاوى سواء في تنظيم بطولات كأس العالم أو إقامة مباريات ودية أو توزيع جوائز، وهو أمر دفع السويسري جوزيف بلاتر للاستقالة قبل أسابيع من رئاسة الاتحاد.

المال مهم، شرط أن يكون استغلاله صحيحًا، وألا يكون هو المتحكم في كل شيء أما أن يتدخل بشكل متوحش في جميع أمور الحياة فإنه يظلم كثيرين، ويفقد ملايين البشر المتعة التي كانوا يجدون في ضالتهم (كرة القدم).

 

للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا

أقرأ أيضاً جميع أبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا

 


Related Links


Related Tags

محمود السويفي, أرقام قياسية في كرة القدم

source كرة قدم /article/creativeteam/72207/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D9%83%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%85-%D8%AA%D8%B7%D9%88%D9%8A%D8%B1-%D9%84%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A9-%D8%A3%D9%85-%D9%81%D9%82%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B9%D8%A9

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire